Arabic – كيف تحوّل العدو إلى صديق؟

2004

 

كيف تحوّل العدو إلى صديق؟

 

أسلوب للتعامل مع المستعمرين لقلب النظام العنصري الإسرائيلي وتكوين دولة واحدة؟

_____________________

http://jerusalem.indymedia.org/news/2004/09/132683.php

 

تعيش إسرائيل اليوم حالة إستنفار، ليس بسبب عمليات انتحارية قد تقوم بها فئات فلسطينية، ولكن بسبب تهديدات اليمين باغتيال السياسيين والعسكريين الإسرائيليين  وإشعال حرب أهلية إذا ما قام شارون بتنفيذ خطة إخلاء المستعمرات في غزة.

وكان بوسع الفلسطينيين أن يُسرّوا بهذه الأخبار. فكل مملكة تنقسم على نفسها تخرب، حسب قول السيد المسيح. ولكن في حقيقة الأمر هذه الأخبار ليست سببا للسرور لأن أي حرب أهلية تعني سقوط ضحايا أبرياء. وهذا بحد ذاته يمنعنا من السرور حتى وإن كان الأبرياء ينتمون إلى صفوف عدو لا يتورع من قتل الأبرياء الفلسطينيين يومياً.

وبالإضافة إلى هذا السبب الأخلاقي على المدى القريب، هناك سبب أخلاقي على المدى البعيد. فلا بد للفلسطينيين والإسرائيليين يوما ما من العيش سوية على أرض أبت خلال كل تاريخها التقسيم. وهذا يعني أن على الفلسطينيين والإسرائيليين القبول يوما ما بالعيش معاً على أرض واحدة وفي نفس القرية ونفس المدينة. ونحن إذ نطالب الإسرائيليين بالسماح للاجئين بالعودة لديارهم ليعيشوا حيثما يريدون، كذلك علينا أن نقبل أن يعيش الإسرائيليين حيثما يريدون في فلسطين. وهكذا يتم إقامة دولة واحدة من البحر إلى النهر مع حقوق متساوية للجميع.

وخطة الإخلاء التي يقترحها شارون الهدف منها إقامة دولتين منفصلتين، واحدة مسيطرة يغلب عليها اليهود، وأخرى هزيلة يعيش فيها غير اليهود وخاضعة لسيطرة اليهود. وهذا التقسيم يعني رفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين حتى يبقى العنصر اليهودي هو الغالب في الدولة الإسرائيلية وهو ما لن يقبله اللاجئون أبداً.

لقد نظر الفلسطينيون سابقاً للمستعمرات بأنها عامل هدّام يتنافى مع حقوق الفلسطينيين. ولكن لماذا لا نستعمل هذه المستعمرات كعامل بنّاء والتحالف معها لإنهاء النظرية العنصرية الإسرائيلية؟ دعونا نتظاهر مع اليهود المستعمرين ضد الإخلاء وفي نفس الوقت نطالبهم بالوقوف إلى جانبنا لإقامة دولة واحدة مع حقوق متساوية للجميع واحترام حق العودة للاجئين؟ إن مثل هذا الحل يخدم مصالحهم ومصالحنا ومصالح المنطقة بأكملها. فالتقسيم الذي ينوي تنفيذه شارون ليس لمصلحتنا وليس لمصلحة أحد غير من يتمسك بالنطرية العنصرية التي تريد إقامة دولة إسرائيلية ذات طابع يهودي عنصري. وعلى كل حال إن استطاع شارون إخلاء مستعمرات غزة دون أن يفقد جلده فلن يتمكن من إخلاء المستعمرات في الضفة الغربية، وهو أصلا لا يريد ذلك.

يجب علينا كفلسطينيين أن نمد يدنا للمستعمرين ونحوّلهم من أعداء إلى أصدقاء لقلب النظام العنصري الإسرائيلي. فهم ونحن أبناء عمومة وعلينا عاجلاً أو آجلاً العيش سوية. ولا سلام بتاتاً مع العنصرية.

دكتور سامي الذيب

رئيس الجمعية لدولة ديمقراطية واحدة في فلسطين/إسرائيل

لوزان – سويسرا

No comments yet.

Laisser un commentaire

Powered by WordPress. Designed by WooThemes

%d blogueurs aiment cette page :