مقابلة لطيفة بوسعدن مع سامي الذيب عن الختان 4\5 مارس 2000 الاحداث المغربية

يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين

 https://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic

وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية

 https://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic

اذا أردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل كتاب اكتبوا لي على عنواني التالي

 [email protected]

[حوار البروفسور سامي الذيب مع الصحافية لطيفة بوسعدن، المنشور بجريدة الأحداث المغربية بتاريخ 4 و5 مارس 2000م]

ختان الأطفال عادة تمس بالحق في سلامة الأبدان، وإلغاؤها جزء من تحرير الإنسان!

« قرابة خمسة عشر مليون طفل وطفلة يختنون سنويا. وهذا يمس بسلامة الجسد الذي تنص عليها الأديان وحقوق الإنسان. »
« موضوع الختان سياسي في الأصل لذلك فاليهود يسمونه علامة العهد، والنص عليه في التوراة تسييس لعملية جراحية. »
« عندما نختن طفلا نقوم بقطع عضو سليم ولأن الله خلق الإنسان كاملا فلماذا نقوم نحن بتشويه جسده. »
« المسؤول عن ظاهرة اغتصاب النساء هو ختان الذكور، فالطفل ينتقم من أمه التي لم تستطع حمايته عند الختان وعندما يكبر يغتصب النساء. »
« كل الأحاديث الواردة في الختان مختلقة وختان النبي غير معروف وتتضارب حوله الروايات. »

« هل ختان الذكور والإناث قاعدة دينية أم أنها مجرد عادة اجتماعية مستمرة؟ وهل صحيح أن ذكر الختان في التوراة هو تسييس لعملية جراحية، ولماذا يستمر المسلمون في ختان أطفالهم علما أن القرآن لم يذكر الختان والأحاديث الواردة في الموضوع ضعيفة؟ ولماذا يعتبر البعض أن الختان مس بجسد الطفل، ومس بحقه في السلامة البدنية، في حين يرى آخرون أنه ايجابي على المستوى الطبي؟ . . . أسئلة وأخرى يجيبنا عنها سامي الديب استاذ القانون المقارن بسويسرا، والباحث في الحركات الإسلامية وفي العلاقة بين الدين والقانون والسياسة. وقد صدر له مؤخرا كتاب «ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيين والمسلمين الجدل الديني» وهو كتاب لازال يعرف تعثرا في التوزيع على مستوى الوطن العربي الإسلامي. »

• بعد دراسة دامت 6 سنوات، أصدرتم كتابكم حول ختان الذكور والإناث في الديانات السماوية الثلاث، وقد خلصتم فيه إلى أن الختان مجرد عادة اجتماعية لا دينية تمس بسلامة جسد الطفل ما الحكاية؟
– ختان الذكور والإناث عند – اليهود والمسيحيين والمسلمين يثير أولا الجدل الديني ويثير بعد ذلك جدلا طيبا، فنحن عندما نسأل شخصا ما لماذا تقوم بختان أطفالك؟ يجيبك بأن الأمر يرتبط بالإسلام، وعندما نقول له بأن القرآن لا ينص على ذلك. فإنه ينتقل إلى التبرير الطبي أو يجيب بأن المسألة مرتبطة بالعادة. أما مبررات الكتاب الذي كتبته فإن التمعن في المعطيات التالية يعكس أهمية إثارة الموضوع، فكل سنة يتم ختان قرابة خمسة عشر مليون طفل، ضمنهم 13 مليون ذكر ومليونين فتاة، وهذا يمس بسلامة الجسد لأطفالنا، فما نمارسه اليوم على أطفالنا، يعيدون إنتاجه مستقبلا على أبنائهم، والختان سواء مورس على الذكور أو الإناث هو عنف ضد الطفولة وتعد على سلامة أبدانهم. فمن هذا المنطلق جاء اهتمامي بهذا الموضوع، علما أن هناك العديد من الكتابات التي تمحورت حول ختان الإناث، ولكن قليلا ما أثار المهتمون موضوع ختان الذكور واتخذوا موقفا ضده.

• وما هو الانتشار الجغرافي للإحصائيات التي تقدمتم بها؟
– بخصوص ختان الذكور يجب الإشارة أولا، إلى أن جميع المسلمين عامة يختنون ذكورهم، ثم ان جميع اليهود مع بعض الاستثناءات يختنون أيضا ذكورهم، وهناك دول غربية تختن بمعدلات متفاوتة، مثلا في أوربا تقدر نسبة ختان الذكور ب 2% أما في الولايات المتحدة فتقدر نسبة الخنان ب 60 % في أيامنا هذه، دون التفريق بين المسيحيين واليهود، أما ختان البنات فإنه منتشر في 28 دولة أفريقية وضمنها 17 دولة إسلامية.
وهناك بعض الدول الاسيوية التي تمارس ختان الإناث مثلاً في عُمان حوالي 80 % من النساء العمانيات مختنات، هذا هو اذن الانتشار الجغرافي اليوم. وإذا أردنا أن نعود إلى التاريخ لنقف عند الذين مارسوا الختان، نلمس أنه مورس عند جميع شعوب الأرض في القارات الخمس، وأن الغرب اليوم الذي يقوم بحملات ضد ختان الإناث وهو عمل حق، قد مارس بدوره ختان الإناث في القرن الماضي بأوروبا البيضاء، كما أن الولايات المتحدة إلى حدود القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مارست هي كذلك ختان الفتيات.

• وما هو موقع المرجعية الدينية في الاستمرار المعاصر لظاهرة الختان سواء تعلق الامر بالذكور أو الإناث؟
– إذا أردنا أن نعرف مرجعية ختان الذكور أولا، فالمرجعية الأساسية هي أنه يجب أن تعلم أنه تاريخيا الختان مورس عند الفراعنة أيضا، لكن المرجعية الأساسية بالنسبة للديانات السماوية هي التوراة، فالتوراة في فصلها 17 من سفر التكوين تحكي قصة النبي إبراهيم الذي ترآءا له الله وكان عمره 99 سنة، وقال له أنا سأقوم معك بعهد. ولذلك فالختان يسمي بعلامة العهد، وهذا العهد يتضمن ما يلي: أنه -أي الله- سيكثر نسله وسيجعله شعبه المختار، وسيعطيه أرض كنعان، ومقابل هذا يطلب منه أن يختن فالختان موضوع سياسي في الأصل، لذلك فاليهود يسمونه علامة العهد، فالختان في التوراة هو تسييس لعملية جراحية، واليهود اعتبروا ختان الذكور أمراً إلاهيا، ثم عندما جاءت المسيحية، كان أول من دخل المسيحية بطبيعة الحال، هم يهود مختونون وعندما حاولوا نشر المسيحية عند الوثنيين اصطدموا برفض الامبراطورية الرومانية التي كانت تعاقب على الختان، وأجبر رسل السيد المسيح على اعتبار ختان الذكور بأنه لا يقدم ولا يؤخر. والمهم ليس طهارة الجسد بل طهارة القلب، وهكذا ألغي واجب الختان عند المسيحيين، ولم يتمكن اليهود من ادخال الختان على المسيحية في بدايتها. أما عند المسلمين فمن المعروف أن الطبقة المتعلمة عند المسلمين في بدايتها كانت مكونة خاصة من اليهود الذين أصبحوا مسلمين مثل كعب الأحبار وغيرهم وهؤلاء أخذوا معهم عادة ختان الذكور وفرضوها على المجتمع الإسلامي، رغم أنه من الجلي إن القرآن الكريم هو النص الديني الوحيد الذي لم يذكر بتاتا الختان، اضافة الى ذلك فإن القرآن هو النص الوحيد الذي يؤكد على كمال الخلق بل ويعتبر أن بتر آذان الحيوانات طاعة للشيطان وعلى هذا الأساس سكوت القرآن عن الختان ليس عبثا. فالختان كتعد على سلامة جسد الانسان، يعتبر خرقا للمفهوم الفلسفي للقرآن، بأن الخلق كامل. فاذا كان ممنوعا أن تقطع أذان الحيوان فإنه بالأحرى ممنوع أن تقطع الأعضاء الجنسية للإنسان خاصة الذكور.

• ولكن نعلم أن المنظومة الفكرية الإسلامية لا تكتفي فقط بالنص القرآني، هناك أيضا الأحاديث …؟
– نعم المصدر الأول هو القرآن وهو خال تماما من أي ذكر للختان، وهناك المصدر الثاني للشريعة الاسلامية وهي السُنّة فبعد تمحيصي لكل النصوص التي صدرت في ختان الذكور، يمكن القول إن كل هذه النصوص ضعيفة. كل الأحاديث التي وردت في ختان الذكور مختلقة وما روي اكثرها عن الرواة اليهود الى درجة أنه حتى ختان النبي غير معروف، فهناك أربعة روايات متضاربة تماما بخصوص ختان النبي وأكثر الظن أنه لم يختن وهناك رواية ذكرها الطبري تقول إنه عندما فتح قائد مسلم دولة كتب له الخليفة عمر بن عبد العزيز يقول له: كل من صلى خلفك فارفع عنه الجزية. فدخل كثير من سكان هذه البلاد المفتوحة الى الاسلام هربا من الجزية، فقال له الجنود ان الناس لم يدخلوا الاسلام حبا فيه، بل هربا من الجزية، فافرض عليهم الختان وسنرى من هو مؤمن من الذي لم يؤمن، فكتب الى الخليفة عمر بأنه أشير عليه بأن يختن كل من أراد الدخول في الإسلام، فقال له الخليفة أن الله بعث محمدا داعيا وليس خاتنا، فلو كان الختان فريضة اسلامية لقال له اختن، وهناك نص آخر، كتب مسلمون لأحد أئمة الشيعة، واستفسروه حول الختان مذكرين بأنه لا يوجد بينهم من يعرف الختانة. فأجابهم باتباع السنن دونما أن يجيبهم عن حيرتهم.

• وإذا ما افترضنا غياب التأطير النصي لعملية الختان في الديانة الإسلامية، ألا يشفع لاستمراريتها إنها عادة اجتماعية استبطنتها الممارسات الجماعية للمسلمين كما هو الشأن بالنسبة للعديد من الممارسات والتي تبدو أنها ذات أهمية للجماعة الاسلامية؟
– ولكن يجب أن نمحص في جميع العادات، لا يمكن أن نقبل العادات في مجتمعاتنا الى اليوم مع أنه ثبت لدينا أنها ضارة ومخالفة لحقوق الإنسان. فلماذا نحافظ على استمراريتها، فالمجتمع الاسلامي وكما هو معروف عرف الرق قرونا طويلة وتم إلغاؤه، فلماذا لا نحترم أطفالنا؟ فاذا ختنت الأجيال الماضية، فيجب أن لا نمارس اليوم هذه العادة العاطلة، وهي عادة لا تبرر نفسها، نتعدى على أطفال أبرياء، وأنا شخصيا لست ضد الختان ككل، لكني أقول بأن النبي ابراهيم ختن وعمره 99 سنة كما جاء في التوراة وحسب الروايات الإسلامية كان عمره بين 80 أو 120 سنة.

• أنتم إذن مع تأجيل سن الختان؟
– لن أقول للأهل اختنوا أولادكم في هذا السن، بل أقول لهم اعطوهم فرصة لأن يقرروا هم أنفسهم ذلك، فالمسألة في مدى امتلاك الشخص لحريته وقراره وأيضا حقه في الجنون لما لا؟ فما أكثر ما يشوه بعض الأشخاص أجسامهم بأغرب الاشكال، والغريب هنا أن الإسلام منع الوشم على الجسد، فكيف نقبل بالختان؟ والختان أشد من الوشم، فهذا تناقض فظيع، فإذا كانت الشريعة الإسلامية لا تسمح بوشم الجسد كيف إذن تسمح بقطعه! هنا مغالطة كبيرة جدا في المبادئ الإسلامية، أقول إذن بترك الطفل إلى سن البلوغ ولن يضره ذلك في شيء وحينها يقرر بنفسه أن يختن أم لا.

• أن يملك الفرد قراره معناه أنه يمكن أن يخالف رأي الجماعة، وتعلمون أن البنية الاجتماعية للمجتمعات الاسلامية تطرح العديد من الإكراهات وقد تصطدم بالفرد وحريته. فكيف يمكن حل هذه المعادلة في نظركم ونطلب من المسلمين أن يلغوا الختان؟
– نعم هذا صحيح، لذلك فإلغاء الختان جزء من تحرير الانسان وهو حملة من حملات تحرير الانسان لا تختلف بتاتا عن حملة تحرير العبيد، الذين كانوا مطيعين لأسيادهم ولا يحق لهم أن يستقلوا بقرارهم لأن المجتمع كان يفرض عليهم الطاعة، فحركة تحرير العبيد قالت إننا نعترف بفردية الفرد وبحريته ومن المهم أن نعطي أيضا لأطفالنا هذه الحرية، خاصة أنه لا يوجد أي سبب يدفعنا للتصرف بهذه الوحشية في حقهم إذا علمنا أن لمثل هذا التصرف عواقب وخيمة على المجتمع.

• ما هي تحديدا هذه العواقب؟
– عندما تخين الطفل فإننا نقوم أولا بقطع عضو سليم، فالجلدة التي يسمونها بالزائدة ليست كذلك، الطبيعة لم تعطنا أي شيء زائد، والقول بغير ذلك ضحك على الله، فالجلدة التي تقطع تتوفر على 10 كيلومترات من الشرايين وهي أكثر اعضاء الانسان اهمية الى جانب جفن العين، فهل من المعقول أن يطلب من أحد أن يقطع جفني عينيه، فالجلدة هي غلاف للحشفة خلقت لتقوم بدور اعتيادي قبل سن معين لتحمي الحشفة من الاحتكاك ومن التلوث بتبول الأطفال. فهذه الحماية خلقتها الطبيعة ونحن بإزالة هذه الجلدة نحرم الطفل من الحماية الطبيعية، وهذه الجلدة التي تقطع هي أكثر أعضاء الإنسان حساسية جنسية، صحيح أن قطعتها لا يحرم الإنسان من العلاقة الجنسية، لكن وجودها يغير مجرى هذه العلاقة فإزالتها تحرف المسار الجنسي عند الانسان، وهذه مسألة تجريبية فعندما نختن حيوانا نصل إلى أنه يتصرف جنسيا بخلاف التصرف الذي يكون عند الحيوان غير المختن [غير المختون = السليم]. ومن المثير للانتباه أن العلاقات الجنسية المثلية توجد عند المختنين أكثر من غير المختنين، إن الختان يغير أيضا مسار العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة. أضف إلى ذلك أن ختان الذكور فيه مخاطر قد تؤدي الى الموت أثناء عملية الختان أو إلى تشويه العضو الجنسي، فالعديد من الأطفال يتم تشويه أعضائهم التناسلية، ويصمت الأهل عن ذلك لأنه في إثارة الموضوع عار عليهم، فهناك حالات فقد فيها كل ذكر الطفل عندما يصاب بالغرغرينة، وأجبر الأطباء على بتر العضو بكامله وتحويله من ذكر إلى انثى، فلماذا نعرض الطفل لمخاطر لا فائدة منها ونحرمه من حقه الطبيعي في سلامة جسده. ايضا هناك العوامل النفسية، يجب أن نفهم أن عملية ختان الطفل مرتبطة بتصرف الرجل مع المرأة فكما أن ختان الاناث يقصد منه حرمانهن من لذتهن الجنسية فختان الذكور هو وسيلة من الرجال للسيطرة على النساء كأنهم يقولون للمرأة أن هذا الطفل الذي انجبته وتحبينه سوف نسحبه منك، ونقطعه بمرأى منك ولن تستطع أن تحميه أو تمنعينا من القيام بذلك. وهكذا فالطفل يحس بأن أمه خانته ولم تستطع حمايته وتصبح العلاقة بينهما متوترة، وهذا يبرر ايضا الاغتصاب الذي يمارسه الرجل على المرأة، فالرجل اغتصب عندما كان صغيرا وينتقم من خيانة أمه له ويقوم باغتصاب النساء. فظاهرة اغتصاب النساء لاشعورية وتكون ردة فعل على اغتصاب الأطفال في صغرهم، هناك أيضا من يلاحظ تحولا في تصرف الفرد، مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل معدل العنف عشر مرات معدل العنف في أوربا. لماذا؟ فكلاهما تمثل الحضارة الغربية . . . علماء النفس المعاصرون يقولون بأن أسباب العنف في الولايات المتحدة تعود إلى الختان لأن علم النفس يقول إن ما يمارس على الطفل وهو صغير يعيد إنتاجه وهو كبير، الآن العنف الاجتماعي في شرقنا كما في الولايات المتحدة يرتبط بعنف الأطفال، فضحايا اليوم هم مجرمو الغد، ومن المعروف أن طفولة هتلر كانت معذبة، وخلقت عنده سلوكا عدوانيا للمجتمع.

• تريد أن نقول بأن هتلر بدوره خضع للختان في طفولته؟
– لا أعرف، ولكن هناك حادثة وقعت له عندما كان طفلا حيث تعرض عضوه التناسلي لعضة قاسية من عنزة عندما كان يتبول، إن الختان نوع من أنواع العنف، تصوري أنه في الولايات المتحدة يدعون أن عملية الختان غير مؤلمة، لكن أتساءل إن لم تكن مؤلمة بالنسبة للطبيب الذي يتقاضى أجره من وراء ذلك، كما أن الادعاء بإن إجراء عملية الختان على الطفل الصغير غير مؤلمة غير صحيح، بل ثبت أنه يتألم أكثر من الطفل الكبير ويقاس هذا الألم بنبضات القلب. ففي الولايات المتحدة يختن الطفل وعمره ثلاثة أيام، فالذي يتألم في صغره يكمل حركة الألم في كبره فالطبيب في صغره ختن وعندما يختن الآخرين لا يحس بمعاناتهم، لدرجة أنه يؤكد بأنه لم يسمع الطفل الذي بين يديه وهو يبكي. إن فقدان الشعور بالألم لدى الطبيب. وإذا أرادت مجتمعاتنا الانسانية اليوم أن تقلص من دورات العنف يلزمها البدء بحذف العنف الممارس على الأطفال.
كثيرا ما ينتقد الشخص الرئيس فلان أو الوزير فلان لكن هل ينتقد أباه؟ هنا المشكلة، فالذي يمثل وحشا على طفله، يمثل عليه آخرون نفس الدور، إن الأمر في مجمله مرتبط بالإنسانية ولا يكون الهدف منه هو التعدي على الأديان أو العادات، نريد أن نبني مجتمعاً سليما تحترم فيه كرامة الفرد والطفل.

• اليس في إلغاء ظاهرة اجتماعية ودينية، دعوة لإحداث قطيعة مع المرجعية الدينية، ألا تعتبر هذه الدعوة حلما؟
– في الواقع كل شيء ممكن، لأن الإنسان هو الأمل في أن يغير واقعه، لقد فتحت ذات يوم الإنترنيت وفوجئت بنص يدعو إلى توقيف الختان بالنسبة الذكور والإناث معا، وكانت المفاجأة أن النص هو لمجموعة اسلامية تعيش في امريكا وقد أشارت لإحدى مقالاتي، فقلت إن المعركة ربحت فكتبت لهم تعلمون أنني غير مسلم، فكان الجواب نعلم ذلك ونشكرك لأنك أثرت انتباهنا إلى موضوع لم نفكر فيه من قبل ونتأسف لأننا لم نقرا مقالك قبل أن نختن اطفالنا. فلا يمكن أن نقطع الأمل عندما يتعلق الأمر بالإنسان، وفي سويسرا التقيت بمغربي شاب مقيم هناك كان يقرأ لي كثيرا وقال لي: لقد أنجبت طفلا وقررت أن لا أختنه، فالناس ليسوا بالبلداء. إذن هناك من له إحساس وشعور ومنطق، والمشكل أن الكثير يأخذون الختان وكأنه من المسلمات، ولا نعطي لأنفسنا الوقت لنطرح السؤال حول العديد من العادات. وإذا كان حل المشكل ابسط عند المسلمين منه عند اليهود، لأن المسلمين لا ينص كتابهم على ذلك، فمثلا جمال البنا أخو مؤسس حركة الاخوان المسلمين بمصر زارني ذات مرة بالمكتب وناقشني في الموضوع، وتعجبت لموافقته على طروحاتي حول الموضوع، وقلت له يا أخ جمال الممارسة استمرت 14 قرنا فكيف تلغيها أنت المسلم في خمس دقائق. وأجاب: لأن كلامك فيه الحق، وسألته إن كان يستطيع نشر ما وافقني عليه فقال: مادام صحيحا لم لا، وبعد ذهابه إلى مصر بعث لي بمقال يؤكد كلامي وقد أوردته في كتابي حول ختان الذكور والإناث في الديانات الثلاث.
في الولايات المتحدة اليوم، هناك حركات يهودية تقوم بمراسيم الختان وعوض أن تقطع جلدة ذكر الطفل فإنهم يعوضونه بالجزرة. وهكذا فإنهم يقومون بالطقوس الدينية التي يدعو إليها مجتمعهم وفي نفس الوقت لا يؤلمون أطفالهم. وهم اجتهدوا في النص المقدس، الذي يقول إن الله امر إبراهيم بذبح ابنه وعندما أراد فعل ذلك طاعة له، قال له الله لا تمس الصبي، ففي الأول هناك أمر بالذبح ثم العدول عنه، كذلك فإن أمر الختان يقع ويتم العدول عنه.

• لماذا تهتمون بهذا الموضوع بالذات، علما أن الطفل تمارس عليه أشكال أخرى من العنف في طفولته؟
– صحيح، لكن الذي تحكم في اهتمامي هو ما عشته أنا أيضا عندما كنت طفلا في الخامسة من العمر، حيث كانت بجوارنا عائلة مسلمة، سمعت الزغاريد ورأيت مظاهر الاحتفال ولكني لم أفهم أيضاً أن يوجد بنفس البيت طفلان يصرخان، فقلت في نفسي لماذا يضحك الكبار ويصرخ الأطفال، هل لأنهم حرموهم من الحلوى؟ وعندما سالت والدي عرفت أن الحفل حفل ختان لهذين الطفلين وشرح لي معنى أن يختن الطفل، لم أفهم كيف نحتفل بألم الآخرين، لقد فرضت علينا هذه العادة ويجب أن نتخلص منها وأن نصون حقوق أبنائنا.

• وكيف يمكن لمنظومة حقوق الإنسان أن تلغي هذه العادة؟
– تعلمين أن الأمم المتحدة وضعت وثيقة حقوق الطفل لكنها، أي الأمم…، لم تتخذ موقفا حاسما تجاه ختان الذكور، في حين أنها نددت بختان الفتيات، فأردت الاستفسار واتصلت بمنظمة الصحة العالمية لفهم هذا التمييز لكن جوابهم كان صادما لي، لقد قال لي المسؤول: يا أخ سامي إن ختان الذكور مذكور في التوراة، فهل تريدنا أن نختلق مشاكل مع اليهود. فعن أية حقوق يتحدثون وكل سنة 13 مليون طفل يذهبون ضحية للختان، بل الأغرب أن منظمة العفو الدولية بدورها لم تتخذ موقفا واضحا من ختان الذكور خوفا أيضاً من اليهود.
فهل أطفال اليهود لا يحق لهم أن تتم حمايتهم أيضا؟ الخوف والجبن إذن من السياسة فأنا أضع منظمة الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية على قائمة سوداء تخرق حقوق الأطفال والإنسان، فالدفاع عن حقوق الإنسان يجب أن يبدأ مع صوت من لا صوت له، والأطفال الأبرياء لا يملكون قوة الدفاع عن أنفسهم، لقد قلت لهم في المحاضرة إخواني في منظمة العفو الدولية أنتم مجرمون، فعندما نتحدث عن حقوق الإنسان بلغة المصالح لا المنطق والعقل تكون على حساب الضحايا، ضحايا خرق حقوق الإنسان.

• ألا ترون معي أن ختان الطفلة هو الأقرب إلى العادة التي تهدف إلى اضطهاد الجسد الأنثوي؟
– نعم، أعترف أن هناك اختلاف بين ختان الذكور والإناث واعتبر أن ختان البنات في بعض أشكاله قد يكون مثل قطع اليد، وختان الذكور مثل قطع الأصبع.
ولكن هذا لا يعطي الحق بقطع أطراف الأطفال، وحقوق الإنسان تحمي ليس بالقدر الذي يتم قطعه، بل بمنع مس سلامة الجسد، هذا هو المبدأ الأساسي وإذا أردنا التفاصيل فختان الإناث يتوفر على أربعة درجات، هناك الدرجة البسيطة والدرجات الثقيلة، وغالبا ما يتم الختان بالنسبة للفتاة بالدرجة الرابعة ويسمونه بالختان الفرعوني وهو خطير. أما الختان البسيط فهو أخف ألما من النوع الأول وهذا لا يعني انني مع ختان الإناث، بل أنا ضد كل أنواع المس بسلامة الجسد، فمجرد ثقب الأذن هو مس بالسلامة، هناك حملة ضد ختان البنات وهذا جيد، لكن لا توجد حملة مماثلة لختان الذكور، رغم أن التكوين الجسمي والشرايين والخلايا الحساسة الجنسية في العضو الأنثوي هي نفسها عند الذكر.
فالأثار النفسية هي نفسها على الذكر وعلى الأنثى، ونفس الهدف هو السيطرة على المرأة. الختان تكريس لسيطرة الرجل على المرأة، والأمم المتحدة التي أقامت الدنيا ضد ختان البنات في افريقيا والدول الإسلامية وهذا مجرد استعراض للعضلات وتعالى أمريكي بامتياز، فلماذا لا يتحدثون عن الممارسات والعادات التي تتوفر عليها مجتمعاتهم الغربية المتحضرة.

حاورته: لطيفة بوسعدن

L’image contient peut-être : ‎texte qui dit ’‎ذسامي الذيب أبو ساحلية: لدالأ حداث المغربية، ختان الأطفال عادة تمس بالحق في سلامة الابدان، و إلغاؤها جزء من تحرير لإنسان!‎’‎

Aucune description de photo disponible.

L’image contient peut-être : ‎texte qui dit ’‎موضوع لختار سياسي في الأصل، لذلك فاليهود يسمونه علامة العهد والنص عليه في التوراة تسييس لعملية جر احية. عندما نختن طفلا نقوم بقطع عضو سليم ولأن الله خلق الإنسان کاملا فلماذا نقوم نحن بتشويه جسده. الجماعن‎’‎

L’image contient peut-être : ‎une personne ou plus, ‎texte qui dit ’‎قرابة خمسة عشر مليون طفل وطفلة يختنونسنو وهذ یمس بسلامة الجسد الذي تنص عليها الأديان وحقوق الإنسان الانسان وهذه مسالة تجريبية. الختان وعوض نختن حيوانا جلدةذكر فإنهميعوضو منختان جنسيا بالآلملدى بالجزرة فإنهميقوم اليهود. الحيوان وإذا بالطقوس الدينية أطفال المختن تقلصم لوقتلا حفايتهم الغلاقات يؤلمون هماحتهدوا والجين‎’‎‎

L’image contient peut-être : ‎texte qui dit ’‎كل الأ حاديث الواردة في الختان مختلقة وختان النبي غير معروف وتتضارب حوله الروايات. المسؤول عن ظاهرة غتصاب النساء هو ختان الذكور فالطفل ينتقم من أمه التي لم تستطع حمايته عند الختان وعندما يكبر يغتصب النساء. حاورته: لطيفة يوسعدن‎’‎

Comments are closed.

Powered by WordPress. Designed by WooThemes

%d blogueurs aiment cette page :