لقد سيطرت علي في الأيام السابقة أفكار سوداوية اعرضها عليكم بكل صراحة
قد كانت لكم اسوة حسنة في الحمار
جاءت عبارة اسوة حسنة ثلاث مرات في القرآن
لنكن صريحين مع انفسنا ولو لساعة واحدة. وكما يقول المثل العامي: اقعد اعوج واحكي عدل
هل انتم فعلا مقتنعون أن ابراهيم هو اسوة حسنة للبشرية؟ وهل انت مقتنعون أن محمد اسوة حسنة للبشرية؟ دعونا نتصارح ولو مرة في الحياة… واعتبروها غلطة. وكل واحد له الحق في أن يغلط مرة في الحياة… وسبحان اللي ما بغلط. وإن صعب عليكم الأمر لسبب أو لآخر، وخاصة بسبب الخوف، ادعوكم ان تشربوا سطل خمر حتى تنسوا الدنيا وما فيها وتتركوا للسانكم العنان. خلاص سكرتم؟ بدأ الخمر يؤثر بكم؟ صرتم تحسوا راسكم يدور؟ زين… آن الأوان اذن لكي نتكلم بصراحة
الا تظنون أن الآيتين الخاصتين بإبراهيم هي احد اسباب مصائب الدول العربية والإسلامية… العداوة والبغضاء لكل من لا يؤمن بالله وحده؟ وبطبيعة الحال الإيمان على الطريقة القرآنية
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ – سورة التورة 9: 29
من غير دينه فاقتلوه – حديث نبوي
هل يمكن للبشرية ان تعيش بسلام مع مثل هذه الأفكار الجهنمية؟ انظروا بالله عليكم ما يحدث يوميا من قتل وتفجير وتدمير في العراق بلد الحضارة. وأنظروا ما يحدث في سوريا ومصر وتونس والصومال وافغانستان وباكستان. وإذا كان التعايش السلمي بين المسلمين اصبح حلما صعب المنال، فما بالكم بالتعايش بين المسلمين وغير المسلمين؟
دعونا نترك السلام ما دام انه صعب المنال لنتكلم عن امر آخر فيما يخص ابراهيم. تعرفوا ابراهيم؟ فاكرينه؟ صاحبنا يوم من الأيام سمع صوت غريب ظنه صوت الله يطلب منه يقدم ابنه ذبيحة لإرضاء الله. ولسبب أو آخر دار راسه وشاف خروف فترك ابنه وذبح الخروف بدلاً من ابنه. يعني رجعله عقله. وعلى شان هذا الحدث يقوم المسلمون بذبح ملايين الخراف لذكرى ابراهيم… انهم يتمرنون على الخراف قبل ذبح اخوتهم في البشرية باسم الدين إرضاء لله. ويتم عامة ذبح الخراف امام اطفال… يشربونهم العنف منذ صغرهم… ثم يتعجبون لماذا يذبح المسلمون بعضهم البعض بلذة فائقة ولماذا دولهم اصبحت مسرحا للعنف والقتل والدمار
خلينا مع ابراهيم. صاحبنا يوم من الأيام سمع كمان صوت غريب ظنه صوت الله يطلب منه ان يختن نفسه… وكان عمره في ذاك اليوم 99 سنة وفقاً للتوراة. يعني كان خرفان. وانقل لكم حديثا للنبي: «أُمر إبراهيم بالختان فاختتن بقدوم فاشتد عليه فأوحى الله إليه أن عجّلت قبل أن نأمرك بآلته فقال: يا رب كرهت أن أؤخر أمرك». تصوروا المنظر: رجل خرفان عمره 99 سنة ماسك قضيبه بيد وواضعه على خشبة وباليد الأخرى قدوم… وطب طبتك العافية فقطع قضيبه. هل هذا اسوة حسنة؟ لا يمكن لعاقل ان يعتبر ابراهيم الخرفان اسوة وهو في هذه الحالة المزرية. ورغم ذلك وبسبب هذه الحادثة الجنونية يقوم اليهود والمسلمون وغيرهم من المجانين بختان ملايين الأطفال الأبرياء بلا رحمة ولا شفقة
وما دام اننا اتفقنا على قول الصراحة، دعونا نستمر في الصراحة، ففي الصراحة راحة كما يقولون. وارجو من قرائي أن يشربوا سطل خمر آخر حتى يتاح لهم التكلم بكل صراحة ودون أي وازع أو خوف. خلاص سكرتم؟ بدأ الخمر يؤثر بكم؟ صرتم تحسوا راسكم يدور؟ زين… آن الأوان اذن لكي نستمر في الصراحة
بصراحة هل رأيتم حمارا يربط ابنه ليقدمه ضحية لإرضاء الله؟
بصراحة هل رأيتم حمارا يختن نفسه ويختن ملايين الحمير لإرضاء الله؟
بصراحة هل رأيتم حمارا يقتل اخيه الحمار بسبب معتقده الديني أو لأنه ارتد عن دينه؟
بصراحة هل رأيتم حمارا يفجر نفسه وهو يصرخ الله أكبر ليقتل مئات من الحمير لإرضاء الله؟
بصراحة هل رأيتم حمارا يشن حربا على غيره من الحمير لأنهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ويفرض عليهم الجزية؟
بصراحة هل رأيتم حمارا يكسر تماثيل بوذا ويقطع رأس أبو العلاء المعري ويضرم النار في الكنائس ويسن جهاد النكاح؟
بصراحة هل رأيتم حمارا يفرض على الإناث من الحمير لبس الحجاب والنقاب خوفاً على شرفهن؟
انا نيابة عن نفسي اعترف بأني لم أرى حماراً كهذا. ولا أظن انكم رأيتم حماراً كهذا. فإن كان كذلك، علينا تغيير الآية القرآنية حتى تصبح كما يلي: « قد كانت لكم اسوة حسنة في الحمار ». وسوف ترون بأن وجه العالم سوف يتغير وسوف تنتهي الحروب الدينية والقتل والهدم والدمار والسخافات الأخرى التي يقترفها الناس للإرضاء الله
جربتم ابراهيم ومحمد لمدة 1434 سنة ولم يأتكم منهما إلا خراب البلاد. لماذا لا تجربوا الحمار لسنة واحدة وتأخذوه اسوة حسنة بدلا من ابراهيم ومحمد؟
طلب رسمي لله: اريد أن اصير حمارا
بعد الأفكار السوداوية السابقة قررت ان اتوجه إلى العزة الإلهية بطلب رسمي لكي يخرجني من زمرة البشر الأشرار ويضمني إلى زمرة الحمير الأبرار
لقد حاولت كل الوسائل للاتصال به ولكن دون جدوى. فقد ذهبت إلى أعلى ناطحة سحاب وناديته بأعلى صوتي فلم يأتني أي رد. وعندها تذكرت بأن ناطحات السحاب هي من عمل الكفار، وقد يكون هذا سبب عدم سماعي رد الله على ندائي. فقررت أن اصعد إلى أعلى هرم في مصر واعدت النداء، ولكن باءت محاولاتي بالفشل. فتذكرت أن فرعون من المغضوب عليهم في القرآن. فنزلت الهرم واتجهت إلى أعلى جرسية كنيسة في العالم ودعوت الله بكل صوتي ولكن لم أسمع أي جواب. فتذكرت أن القرآن يتهم المسيحيين بالشرك، فنزلت من الجرسية واعتليت أعلى مأذنة واعدت النداء حالا بعد آذان الصبح لعله يسمع صوتي. وهنا أيضا باءت محاولتي بالفشل. فتذكرت قول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا — ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت — ولكن أنت تنفخ في رماد
ولكن طبعي عنيد. فقررت البحث عن مكان الله بالرجوع إلى التوراة. فوجدت في الفصل الأول من سفر التكوين وصف لخلق الله العالم في ستة ايام وهذا الفصل ينتهي كما يلي: « ورأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا ». والفصل الثاني يبدأ كما يلي: وهكذا أُكمِلَتِ السَّمَواتُ والأَرضُ وجَميعُ قُوَّاتِها. واَنتَهى اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِن عَمَلِه الَّذي عَمِلَه، واَستَراحَ في اليَومِ السَّابِعِ من كُلِّ عَمَلِه الَّذي عَمِلَه
فأغلقت التوراة وأنا أصيح كما فعل ارخميدس: (أوريكا، أوريكا)؛ وجدتها وجدتها، عندما وجد قاعدته الشهيرة. إذن الله استراح. وبما أنه رأى في اليوم السابق أن جميع ما صنعه حسن جداً، فهذا يعني انه ما زال مستريح. فمن ينتهي من عمله لا يعود إليه. استنتج من ذلك كله ان الله بعد اليوم السادس اخذ اجازة وما زال في الإجازة. والاستنتاج الثاني والأخطر من ذلك هو ان الله لا يستجيب الصلوات لأنه في إجازة. والاستنتاج الثالث وهو الأخطر من الاستنتاجين السابقين: ادعاء الأنبياء ان الله ارسلهم أو كلمهم (بطبيعة الحال بعد اليوم السادس) هو ادعاء باطل. فالله في اجازة، وكل نبي يدعي ان الله ارسله هو بالضرورة نبي كاذب…. فالله لم يعد للعمل وما زال في اجازة بعد انتهاء اليوم السادس
فما الحل في هذه الحالة؟ كان علي أن أبحث عن الله لكي أوصل له طلبي. فاتصلت بكل شركات السياحة الشهيرة لكي تخبرني إذا كان الله مسجلاً عندها في قائمة السواح الذين يبحثون عن الراحة على شط البحر. ولكن من دون فائدة. فقد ذهب الله للاستراحة في مكان بعيد ولم يترك عنوان خوفا من أن يزعجه البشر. فقلقت شديد القلق لأني مصمم على تقديم طلب للعزة الإلهية حتى يخرجني من قائمة البشر الأشرار ويدخلني في قائمة الحمير الأبرار. عندها قررت ان اكتب رسالة إلى الله وأضعها في قنينة واغلقها جيدا وارميها في البحر لعل وعسى ان تحملها الأمواج إلى احدى الشواطئ التي يستريح عليها الله. وفي انتظار رد الله، إن تكرم ورد، اخذت الحمار اسوة لي في تصرفاتي بدلاً من الأنبياء الكذبة الملاعين الذين غرروا بالبشرية وأفسدوا الحرث والنسل. وحقيقة الأمر وجدت عند الحمار من الصفات الحميدة التي قلما تجدها عند بني البشر، حتى الأنبياء انفسهم.
وهذا هو نص الرسالة
صاحب العزة الإلهية
تحية طيبة وبعد
اعتذر أولا على الإزعاج. فأنا اعلم بأنك في استراحة منذ ان خلقت العالم في ستة ايام. وليس في نيتي ان ازعجك طويلا، فخير الكلام ما قل ودل
أظن أن لا علم لك بما يحدث في العالم منذ ان خلقته ما دام انك في استراحة. ولذلك اعتذر لإعلامك بأن البشرية منذ غيابك بليت بزمرة من الأنبياء يدَّعون بأنك ارسلتهم، وكل منهم معه كتابه تحت أبطه مثل تأبط شراً. ولكل منهم اتباع افسدوا الحرث والنسل، فالتدمير والقتل يتم من بعضهم وهم يصرخون « الله أكبر » للدلالة على أنك تأمر بذلك. ناهيك عن الختان الذي يتم على ملايين الأطفال دون وجه حق ودون رحمة يصرخون من الألم ولا مجيب، وذبح ملايين الخراف البريئة يوم الأضحى لذكرى من يسمونه أبو الأنبياء وخليلك ابراهيم. ولن اطيل عليك في سرد سيرة هذا المخبل الذي قطع قضيبه عندما كان عمره 99 سنة وأراد أن يذبح ابنه. ولا حاجة لذكر اتباع محمد الذين يدعون أنهم خير امة اخرجت للناس وهم في الحقيقة حثالة الأمم وتصرفاتهم يندى لها الجبين. وقد ازعجوا الدنيا وما فيها بصراخهم خمس مرات كل يوم على المآذن بدعوى رفع الصلاة لك طالبين منك ان تصلي على محمد الذي امر بقتل كل من يغير دينه، متجاهلين أنك في استراحة منذ اليوم السابع
ولا حاجة لذكر ما يقوم به شعبك المختار اليهود الذين دمروا 81% من قرى فلسطين وشردوا اهلها لسبب واحد انهم غير يهود، مدعين انك انت اعطيت لهم تلك الأرض
وقد قارنت بين البشر الذين يدعي البعض أنك كرمتهم، وبين الحمار، فوجدت أن الحمار أفضل ألف مرة من الإنسان. ولذلك اتوجه لك يا صاحب العزة، برجاء حار، أن تشطب اسمي من قائمة بني البشر وتضيفني إلى قائمة الحمير.
اكرر اعتذاري واتمنى لك استراحة مريحة. ونصيحتي لك، وإن لا يحق لي أن ابدي النصيحة لعزتك الإلهية: تجاهل البشر وانسى كل ما قلته لك عنهم، فهم لا يستحقون الاهتمام
دمت بخير وإلى اللقاء، إن كان هناك لقاء
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي https://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى، بما فيها كتابي عن الختان: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
https://www.patreon.com/samialdeeb
Comments are closed.