في مقال سابق، كتبت ما يلي:
لكي تغير تصرفات المسلمين بلا سلاح، يكفي ان تجعلهم يقرؤون القرآن بالتسلسل التاريخي كما في طبعتي العربية وترجماتي للقرآن
https://goo.gl/72ya61
.
سألني البعض المزيد من التوضيح. وها انا اوضح رأيي.
.
في كل بيت مسلم يوجد قرآن
والقرآن هو الركيزة الفكرية لدى المسلمين
حتى إن داعش نفسها لا تقوم بأي تصرف اجرامي دون ان تبحث في القرآن عن دليل لإثبات مشرعية عملها
ومن يدَّعون ان داعش لا تمثل الإسلام، يكذبون. فداعش لا تفعل إلا تطبيق المناهج التي يعلمها الأزهر في مدارسه وكلياته وجوامعه في عرض مصر وطولها. ونفس الأمر يمكن قوله عن كل المعاهد والكليات والجوامع في العالم سنية كانت أو شيعية.
وإن فتحنا كتاب ابن رشد (بداية المجتهد ونهاية المقتصد)، الذي يعتبره البعض فيلسوفا متنورا، سوف نرى أن داعش لا تحيد قيد انملة عما جاء فيه من تعاليم. ويمكن مطالعته وتحميله من هذا الرابط https://goo.gl/apXX8e
.
ومن يفند مقولة أن داعش تمثل الإسلام يعتمد عادة على الآيات المكية
الآيات المكية؟
القرآن يتضمن 114 سورة تغطي فترتين زمنيتين مختلفتين تمام الإختلاف
الفترة المكية: والتي تمتد من عام 610 إلى 622، وتغطي 86 سورة، ويطلق عليها اسم السور المكية، وهي سور نوعًا ما مسالمة
الفترة المدنية: والتي تمتد من عام 622 إلى 632، وتغطي 28 سورة، ويطلق عليها اسم السور المدنية، وهي صور تتسم بالعنف والتمييز ضد النساء وضد غير المسلمين وتتضمن التشريعات المخالفة لحقوق الإنسان مثل السبي والسلب والعقوبات الوحشية ومقاتلة المشركين مع تخييرهم بين الإسلام والسيف، ومقاتلة أهل الكتاب مع تخييرهم بين الإسلام ودفع الجزية وهم صاغرون والسيف — مع ما يصاحبه من استرقاق الأطفال وسبي النساء وقتل الرجال أو استرقاقهم
.
وداعش لا تطبق القرآن المكي، ولكن القرآن المدني الذي يعتبر ناسخا للقرآن المكي.
والأزهر لا يعلم في مناهجه القرآن المكي ولكن القرآن المدني
فالإسلام يؤخذ كما انتهى إليه وليس كما بدأ عليه.
ومن هنا جاءت دعوة المرحوم محمود محمد طه بترك القرآن المدني والأخذ فقط بالقرآن المكي
ولذلك قام الأزهر بالتحريض على شنقه… لأنه دعى إلى الأخذ فقط بالقرآن المكي … وقد تم شنقه في السودان بناء على فتوى من الأزهر عام 1985
.
المشكلة الكبرى مع القرآن ان سوره الـ 114 مرتبة ليس وفقا للتسلسل التاريخي للنزول، بل تقريبا وفقا لطول السور. ولذلك ينتقل القارئ من آية مسالمة إلى آية مدنية عنيفة بإستمرار دون معرفة سبب هذا التناقض الفظيع بين الآيات المكية والآيات المدنية.
وقد ادت خربطة القرآن إلى خربطة عقل المسلم. فهو تارة مسالم وتارة وحشي، يتنقل من طور إلى طور معتمدا على الآيات التي تناسب مزاجه… فكل تلك الآيات في نظره كلام الله، إن كانت مسالمة أم عنيفة. فهو يغترف من القرآن ما يشاء لتبرير ما يقوله.
وإذا ما وجد نفسه أمام من يدعي أن الإسلام دين وحشي يخرج من جعبته الآيات المكية ليثبت أن القرآن يدعو إلى السلام
وإذا وجد نفسه أمام شخص يريد تجديد الفكر الديني ويطالب بالحرية الدينية والمساواة مثل محمود محمد طه وفرج فودة ونصر أبو زيد واسلام البحيري والقمني والشيخ محمد عبدالله نصر، يخرج من جعبته الآيات المدنية ويقوم بتكفيره.
.
حتى نتمكن من التخلص من هذا التناقض الفظيع بين هذه المواقف وما ينتج عنها من قتل وانتهاك اعراض وهدم وتدمير، يجب اعادة ترتيب القرآن وفقا للتسلسل التاريخي حتى يبان للقارئ الفرق الشاسع بين القرآن المكي والقرآن المدني.
.
هذه هي الخطوة الأولى لإعادة المسلم إلى رشده والتخلص من دجل وكذب رجال الدين. فلو اننا اعدنا تريتب القرآن بالتسلسل التاريخي، سوف تقع الغشاوة عن عيني القارئ ويفهم سبب انتقال القرآن من نص مسالم في الزمن المكي إلى نص عنيف ومخالف لحقوق الإنسان في الزمن المدني.
.
أما الخطوة الثانية فتكمن في اخذ قرار بات وصارم يستبعد القرآن المدني من مناهج التعليم في المدارس والجامعات والمعاهد والجوامع، موضحا ان القرآن المدني مخالف لحقوق الإنسان ويجب تركه كما اقترح المرحوم محمود محمد طه. وذلك ليس فقط في الدول العربية والإسلامية، بل على مستوى العالم. وهذا يتطلب سحب كل القرائين المتواجدة في الأسواق والمدارس والجامعات والجوامع واستبدالها بقرائين ترتب سور القرآن وفقا للتسلسل التاريخي، مع وضع تنبيه في بداية القرآن المدني بأنه مخالف لحقوق الإنسان ومخالف للدستور، لأنه يمت لزمن سيطرت عليه قوانين الغاب في القرن السابع الميلادي التي لم تعد صالحة لزماننا وتخالف المواثيق الدولية.
.
وتطبيقا لهذه الفكرة قمت بطبع القرآن باللغة العربية وترجمته وفقا للتسلسل التاريخي كما اتفق عليه المسلمون.
وقد وضعت في بدايته التنبيه التالي:
.
تنبيه لقراء القرآن
كغيره من الكتب المقدسة، يتضمن القرآن بصورة مباشرة، أو غير مباشرة من خلال سُنة النبي محمد التي يفرض على المسلمين إتباعها، نظمًا مخالفة لحقوق الإنسان المتعارف عليها في المواثيق الدولية، خاصة في الجزء المدني منه. ولِذا ندعو القراء إلى قراءته بروح ناقدة ووضعه في إطاره التاريخي، أي القرن السابع الميلادي. ومن هذه النظم المخالفة لحقوق الإنسان التي ما زالت القوانين العربية والإسلامية تنص على بعضها وتطالب الحركات الإسلامية بتطبيقها، كليًا أو جزئيًا، نذكر على سبيل المثال:
– عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل، والتحريض على العنف ضد النساء، وزواج القاصرات، وممارسة ختان الذكور والإناث على الأطفال.
– عدم المساواة بين المسلم وغير المسلم في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل.
– عدم الاعتراف بالحرية الدينية وخاصة حرية تغيير الدين.
– الحث على مقاتلة غير المسلمين واحتلال اراضيهم واخضاع غير المسلمين لنظام الجزية وقتل من لا يتبع الديانات السماوية.
– وصم غير المؤمن بالكُفر، وتعليم المسلمين كراهيته فيما يُعرف بمفهوم «البغض في الله» والبراء منه وطلب قتاله فيما يعرف بجهاد الطلب.
– تثبيت نظام الرق والسبي وملك اليمين من خلال كتب شرعية تدرس في الأزهر ومؤسسات دينية وجامعية اخرى، ورفض مراجعة آيات الرقيق وملك اليمين.
– النص على عقوبات وحشية مثل قتل المرتد ورجم الزاني وقطع يد السارق والصلب والجلد والقصاص (العين بالعين والسن بالسن).
– تحطيم التماثيل والصور والآلات الموسيقية ومنع الفنون الجميلة.
– تعذيب الحيوانات وقتل الكلاب المنزلية.
.
وما على الدول العربية والإسلامية والغربية إلا الأخذ بطبعتي العربية وترجماتي للقرآن ومصادرة جميع القرائين الآخرى.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي https://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
Comments are closed.